الخميس، 28 فبراير 2013

عندما حدثتني شاشة السواد

بعد محاولات مضنية لاستخراج كلمات أعبر بها عما بداخلي أعجز للمرة التي لم أعد أعرف ما هو عددها عن الكتابة أغلق كل البرامج المفتوحة و أختار خيار إغلاق الحاسوب و عيني محدقة بشاشته حتى انطفأ و استحالت الشاشة من ألوانها الكثيرة إلى لون السواد دون أن يكون معه شىء ....عندها رأيتني...رأيت نفسي... ملامح خشبية و وجه صامت يخفي خلفه الكثير و نظارة استجدت علي تصحح لي بعض بصري لكن ماذا عن بصيرتي ؟!...أدرت وجهي ناحية اليسار قليلا السماعات لا تزال في أذني ..العجيب في الأمر أنني وضعتها في أذني منذ جلست ثم لم أشغل شيئا أستمع له في الأساس! هل أفعل ذلك في حياتي أيضا ؟ هل أضع سماعات الوهم في أذني و يخيل إلي أني أستمع و في الحقيقة لا أسمع سوى صوت الخواء ؟.....و ذاك الوشاح القطني الذي ألفه حول رقبتي خشية تلك البرودة التي تسري حولي كيف له أن يدفئني هكذا دون أن يخنقني؟ ربما لا أشعر بوزنه حول رقبتي لخفته إلا أنني إذا نزعته سوف يؤلمني غيابه ليس لغياب وزنه إنما لغياب دفئه ...ربما غفلت عن أشياء كثيرة خفيفة ذات قيمة مثل هذا الوشاح رغم خفتها تبث دفئ الإطمئنان في قلبي..ربما من أجل تلك الغفلة تؤلمني الآن تلك البرودة المفرطة...تؤلمني في روحي.
أطيل النظر إلى نفسي في شاشة الحاسوب ليست تلك نفسي التي أراها في المرآة ربما لأن المرآة تعكس صورتي و صورة كل شئ خلفي بدقة بالغة فتزيفني بالذي حولي أمام نفسي..... أما أمام شاشة الحاسوب فلا أرى إلا صورتي و ما دون ذلك فهو باهت و خفي في وسط هذا السواد...آخذ نفسا ليس بقصير و لا بعميق...يقولون أن العين مرآة القلب و النفس ...أحدق في عيني بثبات علها تخبرني بشئ جديد....لا جديد...إنها هي نفس ذات الأشياء المدفونة في قاع الروح...أبتسم في وجه نفسي ابتسامة "قلة الحيلة"...تناديني روحي بقول الحبيب صلى الله عليه و سلم [ تبسمك في وجه أخيك صدقة]...أحاول أن أزين ابتسامتي لنفسي رغما عني حتى تبسمت ابتسامة "أمل" على استحياء و رددت في قاع روحي : و لربما تبسمك في وجه نفسك صدقة !...ربما

العين الجارية
"ندى عباس"
13-1-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق