الخميس، 28 فبراير 2013

في حضرة الميثاق

كثير من الناس حين يدعون لحضور "كتب كتاب" أحد أصدقاءهم يشعرون أن الأمر لا يتعدى مجرد ساعة يذهبون يجلسون فيها أو حتى يقفون :) توزع عليهم بعض الحلوى ثم ينصرفون و قد قضوا بذلك " الواجب"...و لكن أهو حقا كذلك؟!...لا إن ذلك ليس يوما عاديا ذاك هو اليوم الذي يعقد فيه الميثاق الذي سيضفي على حفل الزفاف بهجته و رونقه إنه اليوم الذي سيجمع الروحين سويا و بدونه لا بهجة و لا رفعة و لا سمو لعلاقة حبيب بحبيبته.
و أنت ذاهب لحضور كتب كتاب أحد أصدقائك صفِ نفسك و توضأ و كأنك ذاهب للصلاة صفِ نفسك فأنت ذاهب لحضور ميثاق الله شهيد عليه و حين يبدأ المأذون خطبته القصيرة قبل العقد حضّر قلبك لما سيتبع الخطبة...حضر قلبك لينصت لصيغة العقد ..لينصت لترديد ولي العروس خلف المأذون و لترديد زوجها , أنصت لوجل أب و هو يسلّم ولاية ابنته ذات البضع و عشرين عاما أو أقل أو أكثر إلى رجل غريب عنها...صدقه عندما يقول لك أنه ما يزال يراها طفلته الصغيرة...صدقه عندما يقول لك أنه كان في الأمس القريب يحملها و يداعبها و كانت عيناها تلمع من كثرة اللعب معه , أنصت لصدق شاب و هو يقول (و أنا قد قبلت منك الزواج من ابنتك فلانة بنت فلان بنت فلان زواجا شرعيا على سنة الله و رسوله...) قليل من الشباب من يستحضر ربه عند ترديد صيغة العقد...بعضهم يردد صيغته و هو مزهو بنفسه معجب بها و بعضهم تطغى عليه فرحته بإعجاب الناس بجميلته و بعضهم يردده ترديدا روتينيا و كأنه عقد إداري و حق مكتسب فهو في ظنه امتلك جميلته منذ خطبها و تلك فقط بالنسبة إليه ليست سوى خطوة تكميلية و بعضهم يغلب عليه التوتر ومن أجل ألا يبدوا عليه الأرتباك يردده بجمود لا روح فيه.....و لكن....قليل هم من يردودن خلف المأذون في سكينة و كأنهم في صلاة ...يردودنه بإمتنان لله أن أحياه و جمعه بحبيبة روحه بهذا الميثاق.... هى حبيبة روحه قبل أن تكون جميلته....هي حبيبة روحه التي ألقى الله حبها في قلبه فتسلل إليه و سكنه دونما استئذان منه إنما بإذن ربه..ألا ترونه حينا يختم ميثاقه لها بــ ( و الله على ما أقول شهيد)....أيُّ قُدس و أيُّ طهر و أيُّ شرف هذا لميثاق يجمع حبيبين سويا...و إذا كان إبليس يبسط عرشه فيمجد لدى أبناءه من الشياطين شيطانا صغيرا قام بالتفريق بين ابن من بني ءادم و بين زوجته...فلابد و أن يكون عقد ميثاق كهذا بين ابن و ابنة من بني ادم لشديد عليه و على سائر أبناءه من الشياطين....استحضروا معية الله لكم و أنتم تشهدون هذا الميثاق ..استشعروا نصر الله لكم يا بني ءادم على أعدائكم من الشياطين بهذا الميثاق....لا تتركوا العروسين ممتنين وحدهما لله كونوا أنتم أيضا ممتنين لله أن جعل لبني ءادم من أنفسهم أزواجا ليسكنوا إليها و كونوا ممتنين أن جعلكم تشهدون ذلك بأعينكم و تسمعونه بقلوبكم.

العين الجارية
"ندى عباس"
19-2-2013

عندما حدثتني شاشة السواد

بعد محاولات مضنية لاستخراج كلمات أعبر بها عما بداخلي أعجز للمرة التي لم أعد أعرف ما هو عددها عن الكتابة أغلق كل البرامج المفتوحة و أختار خيار إغلاق الحاسوب و عيني محدقة بشاشته حتى انطفأ و استحالت الشاشة من ألوانها الكثيرة إلى لون السواد دون أن يكون معه شىء ....عندها رأيتني...رأيت نفسي... ملامح خشبية و وجه صامت يخفي خلفه الكثير و نظارة استجدت علي تصحح لي بعض بصري لكن ماذا عن بصيرتي ؟!...أدرت وجهي ناحية اليسار قليلا السماعات لا تزال في أذني ..العجيب في الأمر أنني وضعتها في أذني منذ جلست ثم لم أشغل شيئا أستمع له في الأساس! هل أفعل ذلك في حياتي أيضا ؟ هل أضع سماعات الوهم في أذني و يخيل إلي أني أستمع و في الحقيقة لا أسمع سوى صوت الخواء ؟.....و ذاك الوشاح القطني الذي ألفه حول رقبتي خشية تلك البرودة التي تسري حولي كيف له أن يدفئني هكذا دون أن يخنقني؟ ربما لا أشعر بوزنه حول رقبتي لخفته إلا أنني إذا نزعته سوف يؤلمني غيابه ليس لغياب وزنه إنما لغياب دفئه ...ربما غفلت عن أشياء كثيرة خفيفة ذات قيمة مثل هذا الوشاح رغم خفتها تبث دفئ الإطمئنان في قلبي..ربما من أجل تلك الغفلة تؤلمني الآن تلك البرودة المفرطة...تؤلمني في روحي.
أطيل النظر إلى نفسي في شاشة الحاسوب ليست تلك نفسي التي أراها في المرآة ربما لأن المرآة تعكس صورتي و صورة كل شئ خلفي بدقة بالغة فتزيفني بالذي حولي أمام نفسي..... أما أمام شاشة الحاسوب فلا أرى إلا صورتي و ما دون ذلك فهو باهت و خفي في وسط هذا السواد...آخذ نفسا ليس بقصير و لا بعميق...يقولون أن العين مرآة القلب و النفس ...أحدق في عيني بثبات علها تخبرني بشئ جديد....لا جديد...إنها هي نفس ذات الأشياء المدفونة في قاع الروح...أبتسم في وجه نفسي ابتسامة "قلة الحيلة"...تناديني روحي بقول الحبيب صلى الله عليه و سلم [ تبسمك في وجه أخيك صدقة]...أحاول أن أزين ابتسامتي لنفسي رغما عني حتى تبسمت ابتسامة "أمل" على استحياء و رددت في قاع روحي : و لربما تبسمك في وجه نفسك صدقة !...ربما

العين الجارية
"ندى عباس"
13-1-2013

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

ميثاق واسع

أي زواج هذا الذي يرتب و يخطط فيه الزوجان لكل شىء إلا الموت و ما بعده !...كيف يمكنك أن تضع ثقتك في شريك حياة همه كيف سيقضي معك حياة تنتهي ما بين الستين و الثمانين من عمر أحدكما وربما قبل ذلك بكثير...ربما بعد سنة أو سنتين من زاوجكما!... أي زواج هذا الذي يتجنب فيه الشريكان الحديث عن الموت و كأن ذلك من دلائل الحب!...إن ذلك ليس حبا...إن مقدار حياتنا ما قبل الموت بالنسبة لحياتنا ما بعد الموت لهو مثل ساعة من نهار ....كيف يكون مُحبا من يخطط لكيفية قضاء ساعة من نهار معك و لا يفكر كيف سيقضي معك بقية العمر...نعم بقية العمر...فللعمر بقية بعد الموت...فإنما الموت محطة فاصلة بين حياة دنيا نقضي فيها أقصر جزء من عمرنا ثم يأتي الموت لينقلنا نكمل أعمارنا في أمكنة أخرى بها أيضا حياة ...حياة أبدية تقتضي أن تخططا معا لها...أين ستسكنان؟...من ذا الذي ستجاوران؟....أي شئ ستتخليا عنه في الحياة الدنيا لتستمتعا بأفضل منه في الحياة الأخرى؟....أي شئ من الأعمال ستهلكون أنفسكم فيه لتشتروا به قصوركما هناك؟.
أن تثبتا معا على الحق في الدنيا فيكون ذلك سببا في الثبات عند سؤال الملكين في القبر فذلك هو الحب.....أن تكون حياتكما سببا في أن يصبح القبر حديقة واسعة تمتلئ بنور ذكر الله الذي دوامتما عليه سويا فذلك هو الحب...أن يتوفى أحدكما قبل الأخر فيظل الذي في الدنيا منكما يدعو لصاحبه بالرحمة و المغفرة فذلك هو الحب.... أن تكون حياتكما معا سببا في شعاع نور يضئ لك و لها يوم تمرا و كلاكما وحيد و حاف على صراط أدق من الشعرة و أحد من السيف فوق جهنم فذلك هو الحب...ففوق الصراط لن تستطيع أن تكون بجانبها لتمسك يديها و هي تخشى السقوط ....فوق الصراط لن تستطيعي أن تهمسي في أذنه بكلمات تطمئنيه بها و هو يخشي من أن تنال منه هذه الكلاليب .
أنتما الآن سويا تحدثا معا عن ذلك اليوم و عن كيف سيعين كلاكما الأخر لتحمل ابتلاءات هذه الدنيا ....جلسة صغيرة الآن يمكنها أن تكون سببا في أن تمرا على الصراط بسرعة كسرعة البرق فتستقبلكم الملائكة في جنة مفتحة لكم الأبواب تخبركم أن سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين .
إنكما يوم عقدتما عقد الزواج فإنما عقدتما ميثاق غليظ... ميثاقُ سكن قوامه المودة و الرحمة....ميثاق إن أبقيتم عليه فإنه لا ينهيه موت....فلا تقصروه على دنيا تنتهي سريعا فإنما هو ميثاق يتسع للحياة ما قبل الموت و ما بعدها .

العين الجارية
"ندى عباس"
10-10-2012
 

الخميس، 26 يوليو 2012

بكاء من أجل الحياة

اليوم كانت المحاضرة عن اضطراب ضربات القلب و إنه لمن المذهل أن يكون هناك هذا الكم من أنواع الاضطرابات التى يمكنها أن تخل بإنتظام عملية النبض في القلب ، و من المثير أن الخلل فى النبضات ليكون منظما فى بعض أنواع الاضطرابات و عشوائيا فى بعضها الأخر و لكن أكثر ما أذهلني في هذا الأمر هو إصرار هذا القلب على أنه سيظل ينبض حتى أخر طاقة يملكها فإنه إذا أصاب خلل ما عقدة النبض الأساسية و توقفت فإن هناك عقدة أخرى ستتحمل المسؤلية مكانها بالفعل سيكون نبضها مختلفا عن الذي اعتاده القلب من عقدته الأساسية إلا أنه سيبقيه حيا فإن توقفت فإن حزمة التوصيل المتصلة بتلك العقدة الثانية ستتولى المهمة فإن فسدت هى الأخرى تبرز الألياف المختصة بتشعب النبضات فتقف و تقول : ها أنا ذا أعلم أننى لن أصل لمثل قوتكم و لكنني سأدعم قدر ما استطعت فإن هذا القلب يستحق منا أن نسانده فتظل تحاول و تحاول فإن أنهكت هى الأخرى عندها يبدأ جدار القلب في البكاء ؛ و لكن هذه المرة ليست ككل مرات البكاء السابقة التى بكى فيها القلب ؛ فقد بكى قلبى و قلبك و قلوب البشر جميعا من قبل حزنا و خوفا و أسفا و ندما...أما هذه المرة فإنها حياته ..و إنها مهددة ..فها هنا يبكي جدار القلب " نبضا " فليس الوقت لبكاء يأس إنما هو وقت للبكاء من أجل الحياة فإما أن ينجح في صموده و إما أنه قد حان وقت الفناء .
عجبا لهذا القلب كيف أنه لا يستسلم ! بل يظل يقاوم و يقاوم و يقاوم حتى إذا توقف فإنه سيكون أخر شئ يتوقف في هذا الجسد ،إذا مات القلب و فشلت كل محاولاتنا الخارجية لإستدعاء نبضه فإن ذلك إعلان يقين بأنه قد مات الجسد كله !

[ألا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ؛ألا و هى القلب ]
*الحديث الشريف
نعم إنه القلب مستقر الصلاح و الفساد صلاح الأبدان و الأرواح و إنه كعضو تعرضنا له فى الدراسات الطبية ليجتهد من أجل الحفاظ على حيوية هذا الجسد و إنه كوعاء نور وضعه الله فينا ليناضل عن الروح أيضا تارة بأن ينشرح للخير و تارة بأن ينغلق أمام الشر و حين نظلم أنفسنا فإنه يظل خلفنا بطريقته العجيبة يعاتبنا و يلومنا فإن لم نستجب فإنه يفك أسر أوجاعه و آلامه و يطلقها خلفنا تطاردنا و تضيق علينا حتى يصل بنا إلى حالة متفردة من البكاء ؛ بكاء يغسل دواخلنا و يهدينا إلى النور ، إنه القلب جند مجند من جنود الله أودع الله فيه أسرارا و سمح لنا بمعرفة جزء من جزء من جزء منها ، فاللهم لك كل الحمد أن خلقت لنا قلوبا خضعت لعظمتك فنبضت بأمرك نبضا يحفظ لأجسادنا حيويتها و نبضا يحفظ لأروحنا نورانيتها و لك الحمد أن جعلتها فى خلقتها قلوبا مناضلة لا تعرف اليأس فعلمتنا بها كيف تكون المجاهدة .

 
ندى عباس
"العين الجارية"
20-4-2012




الأربعاء، 15 فبراير 2012

ميزان قلبك

ميزان قلبك
........................

بمعمل الكيمياء التحليلة لدينا ما يدعى ب "الميزان الحساس" و هو عبارة عن ميزان إلكترونى مكون من قاعدة بها كل الأزرار اللازمة لتشغيل الجهاز و يعلوها مربع معدني نقوم بوضع المواد المراد وزنها عليه .

... قبل أن نقوم بعملية الوزن هناك خطوة هى أهم ما يكون فى عملية الوزن و هى خطوة "تصفير الميزان" و معناها أننا نقوم أولا بضبط الميزان حتى لا يزن أى شىء لا نريد حساب وزنه ضمن وزنة المادة المراد وزنها كالورقة مثلا التى نضع فوقها المادة فنضع الورقة و نضغط زر التصفير أو أحيانا يكون بالميزان خطأ ما فيزن من فوق الصفر من تلقاء نفسه وعندها أيضا نقوم بعملية تصفيره حتى إذا قمنا بالوزن يظهر لنا وزن المادة فقط مهما كان صغيرا .

تشبه قلوبنا كثيرا هذا الميزان الحساس ، تحتاج من وقت لأخر لعملية تصفير نطرح فيها جانبا كل ما قد يشوش عملية وزنها لأمور تحل بحياتنا.

احمل سراجا و ادخل بنفسك داخل غرف قلبك ، تفقدها و انظر لتلك البقايا المختبئة فى أركانها؛ تلك التى تجعلك فى كل مرة تعرض عن الجلوس بصفاء مع نفسك ، ادخل غرفة الذكريات انظر لما آلمك منها ، كم أصبحت بالية و كساها الصدأ ، انظر لم تعد لها أية فائدة ! ،كل ما تفعله بك هو أنها تحمل قلبك بحمل زائد يرهقه ، أخرجها بيدك وامسح آثارها عن قلبك برفق و اتقان ستفاجأ بأن لقلبك لون جميل غير الذى كان ،لون جميل مثل لون الحياة .
انظر لتلك المخاوف....لا...لا تذهب و تعرض عن مواجهتها و تغلق الباب عليها ،اقتحمها و تفقد غرفتها ...ستجد منها ما يجعلك تضحك و يجعلك تتسائل كيف أسرفت على نفسك فى أوهام وضخمتها بيديك حتى اعتبرتها مخاوف ثم خشيت منها و هى فى أصلها لا شئ ! ، و ستجد منها ما لك كل الحق فى أن توجس فى نفسك منها خيفة ، تذكر السراج ...لازلت تحمله قربه من تلك المخاوف ...تحسسها ...كن جريئا ...نعم متعرجة ،نعم ليست سهلة و بالفعل مرهقة لكن كما ترى إنها لا تقتل !انظر لم يتوقف قلبك بوجودها اسشعره ما زال ينبض ! انقلها فورا من غرفة الخوف إلى غرفة الإيمان و قل لربك يارب هذى مخاوفى و ضعتها أمام إيمانى بأنك معى و أنك ستهدين، خفف الحمل الذى تحمله فى غرفة الخوف حتى لا يثقلك عن أن تحيا و املأ غرفة الإيمان فهى غرفة ترحب بكل خاطر يقلقك من هم و حزن و خوف و شتات إنها تستقبل تلك الهواجس جميعا و تحللها ثم تعيدها لك و قد حولتها من هم إلى تسليم و من حزن إلى رضا و من خوف إلى حسن ظن و من شتات إلى نور .

استكشف قلبك و تأكد بأن كل ما فيه ليس زائدا و أن كل خاطرة و كل عقيدة موجودة فى مكانها الذى لا بد أن تكون فيه.

بعدها لن يخدعك قلبك كما خدعك من قبل و لن يحمل الأمور وزنا مضللا يثقل عليك كما أثقل عليك من قبل، بل سيبصرها بكل وضوح و يخبرك عن مقياسها بكل صدق ستفاجأ بأنك أصبحت تحب قلبك و تحب صدقه معك و ستجد أن الأمور جميعها تمضى مهما كبرت أو صغرت و أن قلبك هو الشىء الوحيد الذى سيبقى معك طالما أنك على قيد الحياة وأن ما تحمله فيه سيغادر معك و أنت مغادر فتفقده من حين لحين عل شيئا قد علق فيه و ابذل كل جهد يمكن لك أن تبذله لتستعيد حساسية ميزان قلبك واجعل له نقطة كما نقطة الصفر بميزان المعمل الحساس و اكتب عليها " نقطة الصدق" ثم عد إليها
كلما شعرت أنك ابتعدت .



العين الجارية
"ندى عباس"
29-1-2012

الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

فاكرة يا رب

أيوة يا رب فاكرة...فاكرة يا رب يوم لما ماما راحت للدكتور وسابتنى أنا و أختى عند عمى ...يومها بكيت كتير أوى....فاكرة يا رب يوم ما رحت المدرسة أول يوم وفضلت أعيط وكنت متخيلة إن دى نهاية الحياة ....فاكرة يا رب يوم ما خالو توفى وأنا لسة يا دوب تمن سنين وحسيت يومها كأن حد طلع قلبى من مكانه وعصره قدامى....فاكرة يا رب كل الأيام اللى عيطت فيها فى المطار...فاكرة يا رب يوم ما رحت درس العربى و قالوا لى إن زميلتنا رندا ماتت و مشيت يومها أعيط فى الشارع.... فاكرة يا رب يوم لما سبت صحابى و رحت مدرسة الثانوى الجديدة وقعدت أعيط لوحدى فى أخر صف..فاكرة يا رب يوم لما طلبت من أختى الصغيرة تجيبلى مستيكة واتأخرت و فضلت أجرى بين البلكونات أعيط و أنادى على الجيران"ما شوفتوش ضحى؟" و طلعت فى الأخر بتجيب لى خاتم هدية عيد ميلادى وعملاها لى مفجأة ...فاكرة يا رب لما عملت لهم مناحة فى البيت و قلت لهم مش هأروح امتحان الأحياء فى ثانوية عامة و رحت وحليت الحمد لله ونجحت و جبت مجموع عالى....فاكرة يا رب فى اعدادى صيدلة لما هريت نفسى عياط بعد لما الدكتور ما رضاش يمتحنى عشان وصلت المعمل متأخرة خمس دقايق وكنت متخيلة إن مستقبلى الدراسى خلاص ضلم و تانى يوم امتحننى وكان امتحان أسهل من اللى صحابى امتحنوه...فاكرة يا رب لما الراجل بتاع التاكسى كلمنى ببلطجة و رجعت مخنوقة و قعدت أعيط لك أدعى عليه و أدعى على كل راجل متخلف ما بيعرفش إزاى يكلم القوارير ....فاكرة يا رب لما قعدت أعيط لماما فى أولى صيدلة و أقول لها مش بحبها مش عايزاها... سيبينى أروح كلية تانية... هتشوفى درجاتى عاملة ازاى السنة دى مش هعدى و فى ساعتها والدمعة لسة ما نشفتش من على خدى تليفون بيتنا رن وكانت ندى صاحبتى و قالتلى مبروووك يا نووودى جبتى جيد.... فاكرة يا رب لما تيتة ماتت و كنت فاكرة إنى كبرت خلاص وهأقدر أمسك نفسى و أول ما وصلت و دخلت بيتها ما قدرتش أمسك نفسى من العياط ....فاكرة يا رب اليوم الطوييييييل اللى فضلت أعيط لك فيه عشان ماكنتش عايزة أقابل العريس إياه فطبطبت عليا بآية كانت شغالة على الراديو (( أولم يكفِ بربك أنه على كل شىء شهيد))..فلقيتنى بقول ( بلى يا رب كفى و كفى و كفى)...فاكرة يا رب نفسى فى كل ليلة امتحان لما بأكون على مخنوقة وعلى أخرى وبحس إن دى ليلة طويلة مش هتعدى و بتعدى برحمتك يا رب.

افتكرت يا رب ...سامحنى يا رب إذا كنت نسيت...سامحنى يارب عشان فى كل مرة باعيط فيها بكون مش فاكرة غير الوجع اللى حاسة بيه...سامحنى يا رب عشان لما بكون موجوعة بيكون عندى خوف من الأمل...سامحنى يا رب عشان ساعات كتير ما بشوفش حالى غير من دايرة ضيقة...سامحنى يا رب على مرة عيطت فيها من غير ما أحسن الظن بيك
6-10-2011


الاثنين، 5 سبتمبر 2011

عهد قريب

كانت لحظة فريدة عندما أيقظتنى أختى ببيتنا فى مصر بعد أن غلبنى النوم على الأريكة وأنا أشاهد التليفزيون لتقع عيناي أول ما استيقظت على تلك اللوحة المثبتة عنده و مكتوب عليها " هنا السلام على رسول الله" ...السلام عليك يارسول الله .....أعلم أن هناك ملك موكل قد أوصل سلامى و أنك يا حبيب الله قد رددت على السلام ,اختلفت الحياة منذ جعل الله إرسال السلام إليك مع عباده من الملائكة والبشر جزءا من حياتى اليومية , كم أشتاق لذلك اليوم الذى ألقي فيه السلام عليك فى مدينتك المنورة بالقرب من قبرك الشريف....السلام عليك أيها النبى الكريم السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله .



زميلة لنا فى الجامعة قابلناها بعد أشهر أجازة السنة الثانية فى الجامعة و كان باديا عليها فقد الكثير من الوزن و عندما سألناها عن ذلك قالت أنه بسبب نظام غذائى اتبعته بعد خضوعها لعملية استئصال للمرارة...فى نفسى قلت : ( المرارة !...فى السن ده ...احنا فـــيــن والمرارة فــيــن)...بعد أجازة العام الثالث فقدت أنا الأخرى الكثـيــر من الوزن بعد خضوعى لعملية استئصال للمرارة..... ربما على أن أتريث بعد ذلك قبل أن تحدثنى نفسى بتلك الجملة
(احنا فـــيــن و....... فــيــن !)
فأيا كان ذلك الـ"....... "فهو قريب , قريب جدا ।







(مهما كان فيك ألف صوت ....شوف كل صوت جايلك منين....اللى يكون أقرب لقلبك اتبعه..اتبعه قلبك يلين...علّى دايما صوت ضميرك......شوف صداه واصــل لفــيــن) هكذا غنى ذلك المقطع "حمزة نمرة" بصوته القوى الصادق من رائعته "صوت" قُدر لى أن أسمعها أول مرة و أنا أتأمل صنع الله فى السماء وفى مجال رؤيتى نجم مضىء و طائر يحلق فى مجاله .

عندما يكون الصوت الذى تسمعه قلوبنا و يحرك ضمائرنا هو ذلك الصوت الذى يوصف بـ "وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ",فسيصل صداه لأبعد مما تمتد إليه أبصرنا و لأرواح قد لا تخطر على قلوبنا, لأبعد من النجوم و لأمم كثيرة غير البشر ।





تخبرنى و هى مرهقة بأنها ليست ملاكا ...وأنه ليس بشيطان....تضع احتمالات للخوف ....ربما الخوف من أن يكون أحدهما أو كلاهما خطوة شيطان للأخر...ربما رأت فيه وقار يوسف فخشيت أن تكون كامرأة العزيز.....ربما رأى أنها " تمشى على استحياء " فخشى أن يرهقها بكثرة استحيائها منه....ربما و ربما و ربما...لكن ما على يبدو أنه عهد عاهد به كل منهما محمدا النبى , و أن كل ما كانا يخشيانه هو أن ينقضا مع الصادق الأمين ذلك العهد .



4-9-2011














الأربعاء، 25 مايو 2011

حديث الآنية

يمامة
يوم بعث الله لنا بتلك اليمامة التى طرقت باب شرفتنا...قمنا بطحن بعض الذرة و وضعناها لها فى إناء على السور ثم أغلقنا باب الشرفة و جلسنا خلف الزجاج نشاهدها كانت تأكل بسرعة رهيبة و كأن ورائها موعد و أتت على كل الذرة التى كانت فى الإناء وكأنها لم تأكل منذ زمن أو و كأنها تجمعه فى فمها دون أن تأكله حتى ظننت أن لها جيبا داخل فمها تجمعه فيه و أن لها صغارا ستعود لهم بهذا الطعام...لا أدر ما قصة تلك اليمامة فى الحقيفة لكننى موقنة أن الله قد بعث بها إلى بيتنا لشدة حاجتها للطعام و لشدة حاجتنا للخير الذى أتت به إلينا.....لم أكن أتخيل أن اطعام يمامة قد يملأ القلب بكل تلك السعادة ...يا الله كم يشبه ابن ءادم تلك اليمامة الملهوفة....يا ربى أتفرح سبحانك عندما تطعمنا و تسقينا و تحقق لنا آمالنا.... ربى أتفرح عندما ترانا سعداء ؟....ربى يا مُـغيث كـم أنـت ودود



كسر قلوبهن

عندما كنت ألمم كسر ذلك الإناء الصغير شديد البياض الذى سقط على أرضية مطبخنا العنيدة خالجتنى نفسى أنى قادرة على فعل ذلك بيدى لكن ما إن أمسكت به حتى أدركت أنى بذلك سأجعل يدى قبضه من الدماء ...فسحبتها و قمت بذلك بفرشاة ناعمة ...لا أدرى لما ذكرنى منظر كسر الإناء المنتثر بكسر قلوبهن ...ربما لشدة بياضه ...ربما لرقة منظره...و ربما أيضا لحدته...أيتها القوارير كنت أعلم أن كسر قلوبنا موجع...لكننى حينها أيقنت أنه ليس موجع فقط إنما هو قاتل....إذا انفلت منكِ قلبك...وسمعت صوت انكساره لا تسارعى و تحاولى أن تربطى على قلبك بيديك فذلك سيدميك أكثر و أكثر ...قلبك بين يدي الجبار الغفار...فاطلبى منه جبر الكسر فلن تجدى مثله جبارا لكسرك

فقاعات
أستمتع كثيرا بالنفخ فى فقاعات الصابون القابعة فوق أسطح آنية الغسيل التى تتركها أمى.... فى يوم و أنا أفعل ذلك فعلته عن بُعد ثم توقفت لمشاهدة ما سيحدث...أخذ الأمر بعض الوقت حتى وصلت قوة نفختى لفقاعات الصابون و جعلتها تهتز....بعض الأمور فى حياتنا كفقاعات الصابون .... تبدو راكدة...لكن هذا لا يعنى أبدا أن قدر الله لها ليس فى الطريق إليها...فقد رفعت الأقلام و جفت الصحف و لكل أمر قدره الذى سيصل فى ميعاده الذى قدره الله الحسيب








21-5-2011

الأربعاء، 27 أبريل 2011

لؤلؤة

كنا نتحدث أنا و صديقتى الجميلة "لؤلؤة"...و سحبنا الحديث لمنعطف العاطفة...لؤلؤة من أولئك البنات اللاتى جمعن بين الرقة و الصلابة
بدأ منعطفنا عندما تكلمنا عن عاطفة القوارير و كيف يمكنها أن ترفع معنوياتها للسماء وكيف يمكنها أن تهوى بها للأرض ...و مررنا بوصف أمور رأيناها وكنا نتخيل أنها ذات بهجة ثم اكتشفنا أننا كنا مخطئين...لكنها ختمت الحديث كله عندما قالت :
"كانت صدفتى تنفتح شيئا يسيرا فأرى ولا أُرى...أحيانا أرى ما يسر و أحيانا أرى ما يضر ثم انغلقت صدفتى علىّ و حبست معى شوق لما سرنى و غصة مما ضرنى"

لؤلؤتى الجميلة

انتهى الحديث يومها و لم يقدر الله لنا لقاءا يسمح لنا بالحديث ....أتعلمين يوم وصفتى نفسك بهذا لوصف كنتى مبدعة , يومها صمتت و لم تسعفنى كلماتى فى الرد اعذرينى فهذا هو الحال عندما تقع الكلمات بوقع خاص فى نفسى فلو كنت رددت حينها ما كنت وفيت حق وصفك.
عندما عدت سألت عن اللؤلؤ وجائتنى إجابة عالمة بعلوم البحار

(اللؤلؤة عبارة عن وسيلة للدفاع من الكائن الرخوى بداخل صدفته....ليست كل صدفة تقدر على تكوين لؤلؤة...يتغذى الكائن الرخوى عندما تنفتح الصدفة شيئا يسيرا يسمح بدخول الماء المحمل بالهائمات التى يتغذى عليها لكن فى بعض الحالات يدخل رغما عن الصدفة شيئا يضر بما هو كائن داخلها فتسارع الصدفة بإحاطة هذا الجسم الغريب بمادة صلبة من المواد التى تكون الصدفة نفسها و تظل تكون طبقات وتكبر فى الحجم حتى تتكون الؤلؤة)


لؤلؤتى الجميلة
نواة اللؤلؤة التى بُنيت عليها كانت فى الأصل شيئا موجع لما هو كائن بداخل الصدفة
لولا ألم ألمَ بالرخوى داخل الصدفة ما كانت اللؤلؤة لتنشأ....ما كانت لتكون تلك اللؤلؤة الرقيقة الصلبة ...مثلك
تعلمين كما يعلم الجميع كم هو غال ذلك اللؤلؤ ..مثلك
كل لؤلؤةٍ فى صدفة موجودة فى أعماق بحر مظلم, فلو أن صدفتها فتحت و هى لا تزال هناك فإنها قد ترى ما هو مبهج من عالم البحار الملون و قد ترى أيضا ما هو مظلم فى ذلك العمق .

لؤلؤتى الجميلة
لا تنزعجى عندما تهتز صدفتك وتظنين أنه حان وقت الخروج ثم يخيب ظنك و تظلين حبيسة صدفتك الجميلة فكل اللآلئ يصيبها ما يصيبك
لؤلؤة البحر يقدرها فقط الباحثون عن اللؤلؤ و يجتهد كل منهم ليصيب أماكن تواجدها و مواقيت اكتمالها فيخرجها برفق من أعماق البحار لترى النور معه و عندها تهون كل تلك الضربات التى لقيتها من صدفتها عندما أغلقت عليها و حينها تدرك اللؤلؤة أن ما كان ملونا فى أعماق البحار لم يكن ليسعدها كما النور...وأن ما كان مظلما فى أعماق البحار لم يكن نهاية العالم كما كانت تظن.

19-4-2011

الخميس، 7 أبريل 2011

دعاء النور

مرارة ثم مرور











ربما ضايقتها بعض الأيام لكن يبدو أنها كانت بحاجة لشىء يذكرها بقانون الأيام "إنها عندما تمر...تمر".






اعتراف



أن يأبى الاعتراف لنفسه بأن هنالك ما يؤلمه سيبقى أشد إيلاما مما يؤلمه بالفعل.









remove to re-move تذمرت من حدوث الأمر لكن كان لابد منه فى ذلك الوقت لتتعلم قاعدة (remove it to re-move your self।)









دعاء



ربما كانت أمنية أسطورية لم تخرج خارج حيز قلبها , لم تتحرك بها شفتيها , لكنها تحققت و بطريقة أفضل مما تصوّرت بكثير , عندها ءامنت أن الدعاء هو الطريق الوحيد الذى يمكننا أن نطلب به أى شىء يبدو فى ظننا غير منطقي و أن الله مدبر الأمر هو الإله الأحد الذى يستجيب لنا و نحن صامتون.









نور



ربما يحزنها فقده لكن يخفف عنها أنها كما عرفته نورا فلابد أنه لايزال ذلك النور و لكن فى مكان أخر.






6-3-2011