الثلاثاء، 16 يونيو 2009

لا تدرى (9)....رب رحيم ودود ..أمومة نقف امامها عاجزين

نقف أمام تلك المشاهد عاجزين عن وصف مانشعر بداخلنا....فعندما تحمل تلك الأم صغيرها يتغير حالنا..فحين يبكى الصغير ترى الأم وقد حملت هم الدنيا كله وترى عيناها حائرة وتسمع نبرات صوتها الحزينة محاولة التخفيف عنه....وحين يبتسم تذهل هى عن كل ما حولها عدا ضحكته...وحين ينام تظل تتأمل ذلك الجمال النائم وتتحسس وجهه وكفيه برفق....ولا تدرى وقتها ما هو قدر سعادة تلك الام بوليدها فاذا كنا نحن نشعر بقدر من السعادة لمجرد رؤية تلك المشاهد فما بالنا اذا صرنا نحن مؤديين لتلك المشاهد..عجز اللسان عن انتقاء الكلمات وعجزت الايدى عن رسم الحروف لكن انتهى الى السمع قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ...لله ارحم باحدكم من تلك الام الشفيقة بولدها...الأن عجز العقل عن التفكير للحظات ليعود ويذكر رب رحيم ودود...ربى ورب العالمين



سبحان الله


شوفوا صغيور قد ايه







الا تشعرون بذلك السلام الداخلى عندما تنظرون لذلك الجمال النائم


دموع كتلك تقتل الأمو تشعرها بالعجز التام

:((


بضحكتهم تضحك الدنيا

لا تدرى(8)... مهما تخيلنا أننا ندرى فنحن لا ندرى

ارتاحت صفاء على كرسيها وهى بتحاول ترتب المهام اللى وراها بعد قسط من الراحة...فسمعت اللى بينادى من بعيد...صفاء...صفاء
قطعت صفاء صفائها والتفتت لألاء أختها الصغيرة

صفاء: نعم يا الاء
ألاء(بلغة عفوية جدا): انت ماشفتيش المثلث ال right angle بتاعى...انا مش لاقياه وامتحان ال math بكرة
صفاء:ماشفتهوش دورى تانى كويس وانتى تلاقيه ان شاء الله

راحت الاء تدور تانى على المثلث فى نفس الوقت رجعت الأم من مشوارها و قعدت على الكرسى اللى جنب المدخل وكأنها بترمى كل همومها عليه

ألاء: ماما المثلث الright angle ضايع و دورت عليه مش لاقياه...بصى انا ما لقيتش غير ده
واعطت لها مثلث غير اللى هى بتدور عليه

الأم: هو يعنى ده مش يقضى الغرض يا ألاء
الاء:اه يعنى
الام: خلاص الحمد لله ان معاكى واحد

سابت ألاء المثلث وكأن الكلام ما عجبهاش ودخلت تدور تانى ..وفضلت تزعق وتنده على صفاء
الاء لصفاء: انتى سايبانى ادور لوحدى تعالى دورى معايا
صفاء: انا مش فاضية انا ورايا حاجات اعملها انتى يتزعقى ليه هو انا اللى ضيعته ..دى حاجتك وانا مش مسؤلة عن ضياعها
و بعدين انتى مش لقيتى واحد ينفع...خلاص اشتغلى بيه

فضلت الاء تدور وطلعت صفاء من الحجرة ولما رجعت لقيت الاء مترفزة اكتر ...دلوقتى المثلثين ضاييعين مش مثلث واحد

الأم لألاء : شوفتى عشان ما حمدتيش ربنا لما لقيتى واحد اهو دلوقتى الاتنين ضايعين

وكررت صفاء نفس الكلام ورا الأم

دلوقتى الاء وصفاء والأم والاب بيدوروا على المثلث التانى اللى كان لسة فى ايديهم من دقايق ونسوا المثلث الاولانى تماما

الاب : بصى تحت المخدة دى يا ألاء انتى كنت قاعدة هنا

رفعت الام الوسادة

الأم وهى تبتسم ابسامة راحة بعد عناء: اهو هنا .. و الاولانى اهو كمان...قولى الحمد لله بقى

صفاء وهى متعجبة جدا: يبقى التانى ما ضاعش غير عشان ربنا عايزنا نلاقى الأولانى معاه

.....................................................................................

قد تكون صفاء فى بادىء الأمر رأت أن الحكمة مما حدث أنتتعلم الاء أن تحمد ربها فى السراء والضراء وان ترضى بالقليل وان لم يعجبها
الا انها فى النهاية رأت أنه كانت لله حكمة أخرى
فقد يمنع عنا ليعطينا او يؤخر عنا ليفتح لنا فتحا مبينا

جلست صفاء تسطر تلك الكلمات فى سطور بدت لها طويلة ولا تدرى ما الحكمة الأن فى ذلك الا ان انها تعلم ان الله وحده يعلم

مهما تخيلت أنك تدرى فأنت لا تدرى هل ما توصل اليه تفكيرك هو فعلا الحكمة مما يحدث لك أم أن هناك وراء الحكمة حكمة أخرى ..حكمة العليم الحكيم

لم تبكنى تلك الدماء....لم تبكنى تلك النيران

لم يبكنى رمى القذائف
لم تبكنى تلك النيران
لم يبكنى ذاك الشهيد
لم تبكنى تلك الدماء
لكن بكيت لبكاء طفل
وقف خائفا حيران
لا يدرى ما ذنبه
لا يحسن أخذ حقه

وقف ساكنا..تحركت دموعه
نظر حائرا...زاغت عيونه
يسأل ماذا حدث ولماذا حدث؟!؟
اسأعود لأمى أرتمى فى أحضانها
أم سأهوى عليها باكيا
أناديها فلا أجد نفسى الا صارخا

يا حبيبى يا طفل الأقصى الأسير
يا من دموعك سيف فى قلب حزين
أراك اليوم تبكى خائفا
لكن غدا أراك تسعى شامخا

لا تحزن بنى فالدموع تنتهى
والخوف يذهب والجموع تنقضى
وسيأتى يوم أنت فيه سيد
على كل خائن كل ظالم معتدى



لا تحزن بنى فالدموع تنتهى.... والخوف يذهب والدموع تنقضى

اعلم بنى ان تلك النيران ليست نيران قتل ...انما هى نيران تنضج عليها عقول جيل بأكمله
طفل مثلك يتحدى ألة حرب مثلها بما تحوى من جبناء...سيكون رجلا يقود أمة من الأتقياء الأقوياء