الجمعة، 20 أغسطس 2010

صِدقُ الشجر


مسجد القائد ابراهيم من الخارج

يقف النخيل فى مشهد من أجمل ما يمكنك أن تشاهد , يتلو الإمام وينصت النخيل بكل حواسه , أتسأل بماذا يشعر ذلك النخيل و هو منصت للقرآن يوميا بهذا الصوت الندىّ , أتراه يبكى خاشعا ونحن نتكلف الخشوع؟...أتراه يحمد الله على أن من عليه بمجاورة بيت من بيوت الله و جعله نخيل قائم فى محراب ؟...أغبطك كثيرا أيها النخيل .


حول أسوار مصنع حديد عز بطريق الدخيلة

منطقة تكاد تخلو من أى روح....تشعر فيها بغموض شديد يكسوه سواد ذرات الحديد التى حملها الهواء لتستقر فوق الأسطح الحجرية و المعدنية و بين ثنايا الأشجار ,إذا نظرت لهذا الشجر تشعر و كأنه مواطن كادح رُسمت على وجهه تجاعيد سنين الشقاء أوراقه متهدلة لأسفل و كأنها فى ذل أتسأل أحيانا هل بها أصلا حياة!!؟.. و طالما أنها ذابلة هكذا دائما فهل تكون هذه حياة؟؟!! تُرى بمَ يخبر هذا الشجر ربه؟...أيشكو إليه بشرا جعلوه يحيى و كأنه ميتا....يذكرنى هذا الشجر ببعض البشر لكننى لا أعلم هل هؤلاء البشر ليس بيدهم حيلة كهذا الشجر أم أن لهذا الشجر حيلة لا أعلمها ولا عذر للشجر ولا للبشر.


قصر المنتزة

حدث ولا حرج...يمكنك هناك أن ترى أشجار زرعت وحيدة و أحيطت بسور دائرى من شجر صغير لتخبرك أن هذا المكان لازال يتمتع بصفات الملوك و أنه ليس الملوك من البشر فقط هم من يملكون حاشية إنما الملوك من الشجر أيضا...و أخرى علمت أنها جزءا من كل كبير فامتزجت مع الطبيعة المكان فى تواضع و انسجام تام...و أخرى تشعر أنا تحمى جيرانها فارتفعت لارتفاعات شاهقة و كأنها تراقب الأوضاع
و أخرى ألفت البشر واستأنسوا بها فتكاتفت أوراقها لتنسج لهم ظلال ظليلا .


أمام منزل جدتى

رمضان ذلك الشهر الذى لابد أن يبدأ يومه الأول معنا ببيت العائلة وصلت هناك قبل الإفطار بساعتين ...صعدت أول طابق...ثم ثانى طابق وعندها توقفت... منذ ثلاث سنوات كان هذا الطابق يعج بالحركة كان هذا الباب دائما مفتوحا كانت جدتى تسكنه وحيدة إلا أن روحها و زائريها كانوا يجعلون المكان روضة....منذ انطفأت الأنوار هناك و أُغلق الباب و ماتت مات معها كل شىء بهذا الطابق حتى زرعها الذى ملأت به الطابق ودرجاته أخذ يحتضر وقفت أمامه.... لا زال بعضه يحمل لونا أخضرا لكنه أصبح شاحبا حتى صبارها لم يصبر على فراقها كانت فروع الصبار تقف شامخة مرفوعة لأعلى ترحب بكل مار و زائر اليوم تخبرك هذه الزروع أن من كان يبتسم لهم فى الصباح قد مضى و أن عليهم المضى فلم يعد هناك من ينتظرون بسمته...رحمك الله يا صاحبة الزرع .


إن ذهبت مكانا فيه شجر فلا تسأل عنه البشر انظر فقط و انصت لصوت الشجر فإنه يصدُقك فى الخبر عن كثير من البشر .

19-8-2010
يقف النخيل فى مشهد من أجمل ما يمكنك أن تشاهد , يتلو الإمام و ينصت النخيل بكل حواسه