الاثنين، 3 مايو 2010

لوحة الحياة

من واقع الرسم العشوائي الذي يستهويني وجدت أن معظم الرسومات التي رسمتها بهوامش أوراقي ثم أعدت تبيضها كلوحة بالكراسة الخاصة بالرسم أعجبتني أكثر من تلك التي رسمت بعد التبيض في كراسة الرسم بالرغم من أن الأولي قد تحمل من العيوب الكثير فضلا عن أنها تكون في قصاصة من الورق كتب فيها من قبل إلا أني أحبها أكثر. أشعر بأنها تخبرني بكل شئ حدث أثناء رسمها أما الثانية فأحسها جامدة أشعر نحوها بالجفاء و في كل مرة أنظر إليها لا أفرح ، لا أجد فيها تلك الإبتسامة التي ابتسمتها و أنا أرسم خطا انسيابيا ،لا أجد فيها تلك القوة التي تحليت بها و أنا أرسم خطا فاصلا ، لا أري فيها تلك العبسة التي عبستها عندما عصاني القلم و خرج بيدي عن الحدود ، لا أجد الرجاء و الأمل و الإصرار الذين صاحبونى و أنا أعالج تلك الخطوط الشاردة ، لا أضحك علي تلك الحيرة التي جعلتنى أرسم خطا متعرجا، لا أستشعر فيها سعادة المفاجأة عندما أنظر لخطوطي التي لم أكن أنوي بها رسما و قد أصبحت بالنهاية رسمة منسجمة الخطوط بالرغم من كل العشوائية التي بدأت بها و هذا هو جمالها أنها تكون غيبا حتي أتم أخر خط فيها فقد تبدأ بنقطة أو بحرف ثم تنتهي شيئا أخر يمثل جزءا مني و تتعلق به عيني.
هكذا حياتنا لم تكن لتحلو لو أننا كنا نعلم ما ستئول إليه الأمور قبل حدوثها ،أجمل ما في الحياة أنها بث مباشر ليست إعادة، لا نعلم أين وكيف سنكون في الدقيقة القادمة فنستمتع بكل ما فيها نعيش كل لحظة فيها كما تقتضي تلك اللحظة من ابتسامة أو دمعة من صبر و حمد.
لكل منا يوم ينتظره يوم تتم به حياته الدنيا عندها سينظر للوحة حياته و يجدها قد سجلت له كل الخطوط التى رسمها فلنحسن الخطوط و نصلح العيوب حتى نسعد و نحن نشاهد لوحة أيامنا فهى لوحة ترسم مرة و لا إعادة.
3-5-2010