الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

احتضار

على سرير أبيض فى تلك الحجرة...استقر جسد الصغير....وامتدت الخراطيم و الأنابيب بينه وبين تلك الأجهزة الطبية جثت بجانب سريره تترقب أية همسة أو طرفة عين يطرفها...أمسكت بكفه وألصقته بخدها... تأملت كل تفصيلة فى وجهه...تذكرت كيف كان هذا الصغير عندما ضمته اليها لأول مرة...نظرت لعينيه..لم تتغيرا...تغير كل شئ حولهما الاهما...مر أمامها شريط على رغم قصر سنواته الا انه بدا مليئا بالتفاصيل
(ماما)
خرجت من شفتيه بريئة لتخترق مسامع قلبها بقوة على الرغم من وهن خروجها
(نعم يا حبيب ماما)
قالتها بلهفة وهى تمسح على رأسه
(ايه يا حبيبى.....حاسس بايه)
(ما تخافيش يا ماما...انا هبقى كويس)
(ماما)
(نعم يا حبيبى)
(هو انتى لسة زعلانة عشان انا كسرت الفازة اللى بابا جبهالك فى عيد ميلادك اللى فات)
لم تتمالك نفسها...حاولت أن تبتسم له الا أن دموعها غلبتها
(لا يا حبيبى...انا مش زعلانة ...قوم...انت بس كدة...بالسلامة....و اجرى و كسر البيت كله)
طبعت قبلة على كفه الصغير
(عارفة يا ماما)
(ايه يا حبيبى)
(وأنا نايم شفت بابا ...وقالى ما تخافش.....أول ما هتيجى عندى هنا ...كل الوجع ده هيروح... اجمد يا بطل و قول لماما تخلى بالها على نفسها..خلى بالك على نفسك يا ماما)
وانطلقت تلك الصفارة المقيتة...منذرة بنهاية اللقاء....هرعت طالبة الانقاذ ....الا ان المشهد انتهى بتلك الجملة الشهيرة
(شدى حيلك)
وخرج الجميع تاركين خلفهم
قلب أم يحتضر

24-12-2009