الاثنين، 5 أبريل 2010

فى رحاب إشراق

عندما يعلن عن حدث يتناول شيئا مفضلا لديك...فيلما ، رواية ، أو حتي تخصص علمي فالإحتمال الأول إما أنك ستذهب لأنك من هؤلاء الذين يستمتعون بحضور مثل هذه التجمعات و يري أنها تضيف إلي رصيده المعرفي ،و الإحتمال الثاني أنك ستؤثر عدم الحضور لأنك من الذين يستمتعون أكثر بما يحبون علي انفراد دون تأثير من أراء خارجية ،أما الإحتمال الثالث هو أن حضور شئ كهذا جديد عليك فتقرر الحضور لإختبار تجربة جديدة و لتتعرف كيف سيتناول الأخرون ذلك الشئ المفضل لديك .

بهذا الإحتمال الثالث ذهبت لحضور مناقشة رواية "إشراق" الصادرة عن دار الفكر العربي للكاتب الدكتور محمد العدوي في الأحد الرابع من إبريل بمكتبة أكمل مصر بالإسكندرية.

لن أتحدث عن الرواية و عن مناقشتها حديثا أدبيا و لغويا كما تحدث عنها من أداروا هذه المناقشة و لكن دعوني أتحدث كقارئة من يعرفها يعرف أنها كانت ولازلت من هؤلاء الذين يفضلون الكتب ذات الصفحات القليلة و من المستحيل لها أن تعيد قراءة كتاب كتبه البشر .عندما و قعت إشراق بين يدي لم أتخيل أن هذه الرواية ستجعلني أنقض ذلك المستحيل و أفعل ذلك لأول مرة و أعيد قراءة كتاب لثلاث مرات!...بل إن سنحت لي الفرصة في المستقبل القريب أو البعيد بإعادة قرائتها للمرة الرابعة لن أتردد.كل من أعرفهم و قرأوا إشراق تشعر في حديثهم عنها أن شيئا ما أشرق في نفوسهم و أظن أن ذلك لأن كل منا عندما قرأها وجد فيها علي الأقل شيئا واحدا وصفه الكاتب بنفس الوصف الذي يشعره القارئ، و مما فيه مواساه أن تجد في من حولك أناسا دار بخاطرهم ما دار بخاطرك بالرغم مما قد تحمله تلك الخاطرة من خصوصية أو من تناقضات .

وبما أنها المرة الأولي التي أحضر فيها مناقشة شئ قرأته فقد كنت في إنتظار للتعرف علي ماذا يتم في هذه المناقشات تخيلت أنهم سيحللون الأحداث ، سيتناولون حالة من حالات البطل ، سيتناولون تلك الأفكار و المعاني الكثيرة التي أثرت خلفية أحداث الرواية إلا أن كل ما دار كان عن اللغة و الأسلوب الأدبي إلا القليل القليل و الذي كان منشأ تناوله في الأصل منشأ أدبيا كتناول شخصية "ميس" و تناول رغبة أم البطل في أن تصحبه أثناء دراسته بمدينة المنصورة .

لن أقول أنني لم أستفد من تلك المناقشة بل على العكس أضاءت لي جانبا جديدا لم أكن أهتم له من قبل أثناء القراءة لكن أن تختصر الرواية كلها في الجانب اللغوي و الأدبي أرى أنه كان ظلما للرواية و للكاتب و للحضور .

قال الكاتب أمس أن إشراق بالنسبة له كانت القالب الذي استوعب أسئلة و أفكارا أراد مشاركتها مع القارئ و أري أنه نجح بالفعل في ذلك بل زاد على ذلك معانى كثيرة أشرقت في نفوس قارئيها و كما تحدث في الرواية عن الكلمة و قال ( أنه ليس من العبث أن تكون الكلمة سر الكون الأعظم ) فإن اشراق احتوت من الكلمات ما جعلها كنزا....تحياتي لإشراق رواية و أسئلة و أفكارا و معاني و قيما ثرية .

العين الجارية
(ندي عباس)
5-4-2010