الأحد، 22 نوفمبر 2009

لا تدرى(20).....أثواب خشنة

قبل أن تبدأ فى كتابة بعض الخواطر شعرت ببرودة شديدة تسرى بجسدها .....الأنامل فى طريقها للون الأزرق....تكاد الأقدام أن تفقد قدرتها على الاحساس.... ترتجف الأسنان...بحثت بين اثوابها الشتوية النسائية عن اكثر شئ يشعرها بالدفئ.... وجدت ذلك (الروب) من القطيفة الناعمة...و ذلك الوشاح قطنى الملمس...تنهدت بارتياح وهى تلفه حول عنقها و حمدت الله على وجود القطن فى الحياة.... بالنسبة لها فلتضيع كل خامات الملابس وليبقى القطن صديقها المحبب...كما تسمية دائما....بدأت تكتب السطور الاولى الا انها لم تستطع التعمق فالبرودة هى المسيطرة....تأكدت مرة اخرى من غلق جميع النوافذ وزادت على ذلك ارتداء جواربها الثقيلة.....عادت لسطورها وعاد لها بعضا من العمق فى الكلمات...الا أن هناك شئ من البرودة يعوق حريتها وانطلاقها بين الأفكار.....قامت لممارسة بعض السير فى طرقة المنزل لعل شيئا من الحرارة يتولد بين جوانبها ...فى طريقها أطلت على ابيها من باب غرفته وجدته مستلقيا تحت بطانيته يقرأ الجريدة تبادلا بعض الدعابات ثم قالت له : البرد قارص اليوم...لما لا تعيرينى (روبك) الصوفى هذا .. ابتسمت ثم أكملت: بما أنك لا ترتديه
ابتسم فى سرور قائلا لها :خذيه...ارتدته...ثم قالت له: ألا تشعر وانت ترتديه وكأنك ترتدى (روبا) من الشوك...ضحك لمقالتها ثم أجاب بالنفى....و هي ترتديه أشفقت على نفسها من وخز ذلك الصوف الخشن بين الفينة والأخرى ....عادت لأوراقها ...اختطفتها الأفكار من العالم وغرقت فيها ...ذابت البرودة كما يذوب الجليد وتسيل قطراته مسرعة للعودة لوطنها الأم بالنهر...عندما فرغت نظرت ل(روب) أبيها وهى لا تدرى هل ما شعرت به من دفئ بعد ارتداءه كان بسبب خشونة ملمسه أم بسبب أبيها الذى حلت خيوط دفئه مكان خيوط (روبه) الخشن الا أنها شعرت أنه احيانا نحتاج لمثل تلك الأثواب خـــشنــة فقــط لأنها تشعرنا بذلك الــدفــــئ


23-11-2009