الآن لم تعد طفلة لكنها لازالت تذكره... لازلت تذكر ضحكته... الأن علمت أنه كان يتركها تفوز برغبته ليسعد برؤية فرحة الانتصار فى عينها...لازالت تذكر ذلك اليوم عندما ارتبكت أمها و هرولت مع أبيها تاركينها و هي ابنة ثمان سنوات و أختها ذات العشر سنوات عند عمتهما تلعبان و تمرحان مع أبنائها حتى جاء الليل وعادت الأم بالدموع علي خدها و ذلك الاستسلام التام و عاد الأب بذلك الحزن في عينيه و تلك القدرة علي الصمود سألت الطفلة أباها بعفوية و ترقب: (بابا هو في إيه ؟) ...( خالو توفي)...قالها الأب و لم يكن يتخيل أن قلب طفلته الصغير سوف ينفطر هكذا و أن تلك العيون الصغيرة سوف تذرف كل تلك الدموع ... جلس بجانبها...ضمها إليه و مسح علي رأسها برفق ثم سألها بصوت مشفق : (هو انتي كنتي بتحبي خالو أوي كدة) أومأت برأسها مظهرة الإيجاب و ارتمت بحضنه و اجهشت بالبكاء... لازالت تذكر ذلك المشهد بكل حذافيره يبدو أن مرور عشر سنوات لم يمحو ألم ذلك اليوم من ذاكرتها تنهدت واسندت ظهرها على الكرسي مستسلمة لنسيم البحر ثم قالت رحمك الله خالي العزيز
