الثلاثاء، 2 فبراير 2010

كامن

جلست فى عيادة طبيب الأسنان أنتظر دورى وبين يدى كتاب بدأته قبل شهر وتركته لانشغالى ثم عدت تلك الأيام لاكماله.... انتهيت من قراءة بعض السطور
نوديت لأخذ دورى فوضعت ذلك الفاصل الخاص بى بين أوراق الكتاب و أدخلته بحقيبتى ...توجهت لغرفة الطبيب الذى استقبلنى بطبعه الهادىء البشوش دائما هكذا عهدته منذ كنت فى السابعة من عمرى جلست على ذلك الكرسى الذى قام بتحريكه لأعلى وأسفل.. قامت احدى المساعدات بضبط الاضاءة على أسنانى ... و بدأ الطبيب يفحص وسألنى عن الحشوة المؤقتة التى وضعها لى الجلسة السابقة عما اذا كانت تؤلمنى أم لا فأجبت بالنفى
كان من المفترض أن ينزع تلك الحشوة المؤقتة ليضع أخرى دائمة
الا أنه نظر الى الضرس المجاور للضرس الأول ....ضغط عليه وقال :ألا يؤلمك هذا؟؟
قلت :لا
جائنى بالمرأة ..فنظرت بها فاذا بهذا الضرس به حفرة غائرة لونها داكن
كرر سؤاله : ألا يؤلمك!؟
فخرج منى الرد بتلقائية: يبدو أننى توقفت عن الشعور
قال: أفضل أن أبدأ فيه اليوم وأنهى الضرسين بالجلسة القادمة
أثق بعلم هذا الرجل وخبرته
فقلت له: كما ترى الأفضل
وما ان بدأ العمل فيه حتى بدأت أشعر بألم التسوس...وكأنه كان كامنا منتظرا فقط من يؤرقه.... انتهى الطبيب من عمله.. رتبت فى الاستعلامات ميعاد لجلسة أخرى....و خرجت وأنا أسأل نفسى عن تلك الأشياء الكامنة بداخل كل منا...هل هى فعلا مؤلمة...هل أصبت بالجمود و توقفت عن الشعور... أم أننا تعودنا على ألمها فصار شيئا عاديا......كل شىء كامن بداخلنا سيأتى عليه يوم يخرج من ذلك الكمون...فقط لكل وقت أذان....حمدت الله أنه ألمنى عند طبيب الأسنان الذى ما ان وضع تلك الحشوة الملئية بخلاصة القرنفل حتى سكن الألم....أتمنى أن كل شىء كامن بداخل كل منا يفصح عن وجوده عند من لديه فعلا القدرة على أن يساندنا عند مفاجأة اكتشافه

2-2-2010

هناك تعليقان (2):