الجمعة، 19 يونيو 2009

فيروز والمقابلة

الساعة الان الثامنة مساء الاربعاء حان الان موعد التأكد من الترتيبات فغدا فى الثامنة والنصف صباحا ميعاد مقابلة فيروز من أجل تلك الوظيفة فى ذلك البنك المرموق
أخرجت من خزانتها (التايير) الرمادى ذو القماش فاخر الملمس المتكون من (جاكيت) قصير ازراره مربعة الشكل ومن (جيب شانيل) والذى تبدو فيه فى احلى صورها ...لازالت محتارة اترتدى البلوزة ذات الرقبة الطويلة سماوية اللون ام وردية اللون أخذت وقتها فى التفكير حتى قررت ارتداء سماوية اللون
اخرجت جوربها الجديد المتناسق مع (التايير ) ومع لون الحذاء الذى تأكدت من تلمعيه قبل ذلك ...تفقدت تلك الحقيبة الجديدة وتأكدت للمرة الخامسة ملائمتها للحذاء....توجهت الى مكتبها واخرجت منه ملف سيرتها الذاتية بعناية شديدة بعد ما تكبدت العناء لتكتبه بهذه الطريقة الرائعة .

ذهبت لغرفة نومها وجلست على ذلك الكرسى امام المراة فتحت (الشكمجية) واخرجت منها القرط سهل الارتداء
جذاب المنظر وذلك الخاتم من الذهب الأبيض ذو الفص الرائع و(البروچ) المصنوع ايضا من الذهب الابيض والذى يحمل شكل وردة رقيقة جدا

تأكدت من ان كل شىء جاهز وعلى ما يرام وانه ينتظرها غدا لترتديه فقط.

اما الان فحان وقت التجميل قامت بلف خصلات شعرها كما نصحتها فاطمة ثم قامت بوضع القناع الذى
الذى نصحتها به صديقتها فاتن ليضفى على وجهها اشراقة ونضارة والذى قامت بتحضيره صباحا وتركته
يمتزج تحت برودة الثلاجة

جلست على سريرها وأسندت ظهرها وراجعت ما ستقوله غدا والطريقة التى سوف تتحدث بها

تأكدت من ضبط المنبه ليرن أكثر من مرة حتى لا يفوتها الموعد ثم غطت فى نوم عميق

لتصحو بابتسامة جميلة وصفاء داخلى والذى انقلب فجأة الى حالة من الذعر فقد كانت تحلم انها ذهبت للمقابلة وابليت حسنا لتفاجىء انها مازلت فى سريرها والساعة الثامنة الا عشر دقائق

قامت مهرولة من سريرها تذهب وتجىء لا تعرف من اين تبدأ ثم وقفت هدات من روعها وقالت لنفسها : اهدأى كل شىء جاهز وعلى ما يرام ارتدت ملابسها فى عجالة اخذت الاوراق المطلوبة خرجت من البيت ويقتلها ذلك الشعور بأنها قد نسيت شىء ما وتتنازع فى داخلها اتعود للداخل فى محاولة للتذكر ام ان عليها التقدم فالوقت محدود ارتدت حليها بسرعة وهى فى طريقها (للاسانسير) ضغطت على زر( الاسانسير) والذى من حظها انه كان فى الطابق التالى فلم يستغرق ركوبها اكثر من نصف دقيقة دخلته وقد كان مزدحما اليوم حدق الناس فيها اول ما دخلت فارتبكت وظنت ان بها شىء ما تأكدت من ان أزرارها مقفولة وان حقيبتها مغلقة وانها ارتدت جوربها فأعطتهم ظهرها ونظرت لباب (الاسانسير ) متعجلة لكى يفتح فتكون أول الخارجين.

اشارت لذلك التاكسى والذى وقف لها بعد ان علم ان مشوارها سيدفع في الكثير

وصلت فيروز للبنك وقد هدأت نفسها فهى وصلت قبل الميعاد بخمس دقائق قامت بتسجيل اسمها عند السكرتيرة والتى رمقت فيروز بنظرة لم تستطع تفسيرها

جلست فى انتظار دورها ..ثم سمعت اسمها فقامت لطريقها الى غرفة المقابلة وهى واثقة جدا من نفسها فقد كانت مؤمنة انها اعدت كل ما يلزم لتلك المقابلة

دخلت الغرفة فوجدت فيها رجلين يتشاوران جلست على ذلك الكرسى امامهم

طلب احدهما منها الاوراق المطلوبة بطريقة مليئة بالفتور وعدم الاهتمام حتى انه لم ينظر لها

مدت يدها اليه وهى تعطيه الاوراق ثم تجمدت فجأة وهى تنظر لذلك الزجاج خلف الرجل والذى يعكس صورة بشعة ...دققت النظر ثم انتفضت من كرسيها فهذه هى صورتها فالذى نسيته صباحا هوان تنظر فى المراة

اخذت تجرى وتجرى حتى انتهت بها قدميها امام مرأة احد حمامات البنك المرموق تلك المرأة العريضة التى قام العامل صباحا بتنظيفها باكرا الان تستطيع ان تنظر فى المرأة كما تشاء لترى وجهها مغطى بذلك القناع وشعرها الملفوف وقد تلفت بعض لفاته لن يزعجها شىء الان غير الشعور بالغيظ من نفسها والاشفاق عليها ايضا فقد ضاعت منها الوظيفة وسخر منها الناس واخذت الوظيفة صديقتها فريدة التى لم تنس صباحا ان تنظر فى المرأة
ازالت فيروز القناع وفكت لفافات شعرها خرجت من البنك وهى تشعر بالضيق قادتها قدماها لسير خفيف على شاطر البحر جلست على الرمال لم يهمها ما قد قد يحل ب (تاييرها الفاخر)
الان أدركت انه

ليس مهما ان تكون فيروزا لتكون فريدا ...لكن بامكانك أن تكون فريدا حتى لو لم تكن فيروزا

و ان مرأة النفس تلازمك فى كل مكان فان نسيت النظر فى مرأة بيتك فلا تنسى النظر فى مرأة نفسك فانها أصدق مرأة

18-3-2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق