الجمعة، 19 يونيو 2009

الدقة الاخيرة

وقفت فى شرفتها تتأمل السماء بغيومها والبحر بتلاطم أمواجه بحثت عن الشمس فلم تجدها فقد حجبتها الغيوم خلفها
تذكرت تلك الأيام معه فقد كان جارها قديما حين كانا يلعبان فى ذلك الشارع الضيق وكيف كانا يستمتعان اثناء اللعب وكيف كانا يضحكان
سمعت صوت والدتها من بعيد تنادى عليها طالبة منها اعادة تثبيت طرف تلك اللوحة المرسوم فيها وردة بنفسجية هادئة بمسمار فى الاطار الخشبى لتزين بها جدار فى المنزل الجديد الذى انتقلوا اليه بعد ان صار عمرها خمسة و عشرين.... لكم اثار تغير المسكن فى نفسها الحزن فببيتها القديم تقبع كل حركاتها وسكاناتها
اخذت المسمار وبدأت فى الدق
مع أول دقة تذكرته حين تعاركا لاول مرة فى السادسة من عمرهما اثناء لعبة الاستغماية فكل منهما وقتها كان مصرا على انه الفائز

مع ثانى دقة تذكرت ذلك اليوم حين اختلفا عن من يجلس بجانب النافذه فى حافلة المدرسة

مع ثالث دقة تذكرت حين غضب عندما اهداها والدها الجوال الذى لم يستطع توفيره لها

مع رابع دقة تذكرت حين نهرته بعد شعورها بالغيرة من أمه

مع الدقة الاخيرة ركزت فيها كل قوتها تزامن مع ذلك ارتطام موجة بحرعنيفة بصخرة عنيدة و
سقوط لوح زجاج الشرفة بقوة الرياح لتسمع صوت التقاء اجزاءه مع الأرض...تذكرت ذلك اليوم حين أدار كل منهما ظهره للاخر متحديا اياه بعد هروب كلمة الطلاق من بين شفتيه تاركين خلفهما شيطانا صغيرا يضحك فهذا يوم تمجيده حين يعود لزعيمه فيسأله وسط أقرانه من الشياطين: وأنت ماذا فعلت؟
فيرد قائلا: فرقت بينه وبين امرأته
فيقول له: أنت أنت... نـعم أنت
23-3-2009


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق