جائتنى تلك المرة وهى صفراء شاحبة لا اعرف ما بها...... ما هذا الشىء الذى يجعلها تتصبب عرقا و فى نفس الوقت تتكلم بهذا الهدوء محافظة على تلك الابتسامة التى طالما استخدمتها لدخول قلوب من حولها والاستقرار بها
سألتها: ما بك؟
قالت: انها اللحظة التى انتظرتها طوال عمرى
قلت : وما هى؟
قالت: لقد حزمت امتعتى واشتريت قماشى الابيض لا بد ان اذهب معه فى هدوء دون ان يشعر بنا احد لذا اسمعى منى جيدا حتى اذا صرنا فى السماء فاخبريهم بما سأقول لك...فليس هناك وقت للدموع و الأشواق
قلت : اذا ستذهبين معه.... اخيرا اوفى بعهده معك ... قولى الان كلى اذان صاغية
قالت : قولى لأمى....انى احببتها كثيرا وانى لم احب احدا مثلها فى حياتى وانى حاولت طوال مكوثى معها ان اكون بها بارة
اعلم انى قصرت كثيرا فى حقها لكن ارجو ان تسامحنى فليس لى سوى رضاها بعد رضا الله ولن استطيع ان احيا هناك الا برضاها
قولى لأبى انه الرجل الاول والوحيد فى حياتى وانى تمنيت ان اذهب قبل ان يذهب فانا لا اقوى على فراقه قولى له انى لم احتج لوجود رجل اعتمد عليه فى حياتى لانه ادى ما عليه
قولى لابوى انى طالما حمدت ربى ان جعلهما ابواى
قولى لاخوتى انهم كانوا أجمل ما حدث فى حياتى... لولا هم لكانت حياتى بلا طعم
قولى لأصحابى انى لطالما احببتهم بشدة.... حتى و ان افترقنا وباعدت بيننا المسافات والظروف ظل حبهم فى قلبى
و يشهد الله على ذلك
قولى لهم جميعا ان يسامحونى وان يدعوا الله لى والا يتأخروا فى زيارة قبرى...وقولى لهم ان يجهزوا امتعتهم فانا انتظرهم
هناك حيث لا مكان للعناء
اما ذاك الرجل الذى لم يوجد فى حياتى فاذا التقيتى به فى دنياكم فقولى له انى قد سبقته وسأستقبله فى قصرنا هناك
واذ لم تلتقى به فاعلمى انه قد سبقنى الى هناك وانه ينتظرنى.. فلقد عاهدنا الله ان ارواحنا لن تتقابل الا برضا منه....قولى للناس أجمعين أنه لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله...قولى لهم عرس المؤمنين يوم الممات
نظرت لها و قد فنيت كل دموعى.....وجدتها قمرا لأول مرة ...عروسا من نوع خاص.... لا يبدوا عليها التعب الان ...ابتسمت اكثر وقالت: ها قد حان الوقت.... اغمضت عيناها برفق و أشارت باصبعها الى السماء
9-3-2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق