الأحد، 21 يونيو 2009

لا تدرى (14)...من خلف الزجاج

سرحت مع البحر والسماء من خلف زجاج تلك السيارة ليقطع عليها خلوتها معهما هؤلاء البشر فقد جلست جميلتان على ذلك السور الحجرى الذى يفصل أمواج البحر عن شوارع الاسكندرية وبرفقتهما شابان وارتسمت الضحكات على وجههم جميعا و ظهر الدلال و التجمل أما عدسات كاميراتهم قطع عليها رؤيتهم ذلك الرجل بعربته الخشبية البسيطة يدفعها ويدفع معها همومه رأت وجههه بجانب وجوههم و بالرغم من التقارب الشديد فى المسافة الا انهما ابتعدا كل البعد فى الملامح الانسانية
فذاك الرجل بسمرته المصرية تبدو عليه ملامح التعب والاجهاد ...تشكى قدماه من سير طويل وتتألم يداه من دفع عجلات لمئات الأمتار

مر الرجل ولم تمر عيناها فلازالت تشاهدهم وهى لا تدرى اهم سعداء بالفعل أم انها مجرد ضحكات ترسم بعد عناء
ثم عادت لتفكر فى ذاك الرجل الذى بالرغم من وضوح الوهن عليه الا انه اذا تعاملت معه فسوف يقابلك بابتسامة صادقة تنجح فى الهروب من قلب ملىء بالهموم لتستقر فى قلبك بهدوء

بعد وقفة مرورية بسيطة بدأت السيارة بالتحرك فتحركت عيناها مع السيارة لترى ذلك الصبى لأول مرة وهو ملتصق بهؤلاء الضاحكين وبعينيه نحوهم نظرة استفهام فأدركت ان تلك العيون الصغيرة فى تلك اللحظة
تتعرف على الدنيا لكن اذا كانت الدنيا بمتناقضاتها تلقى بنا- نحن الأكبر سنا- فى بحور من الاستفهامات فماذا تفعل بصبى كهذا ..... واذا كنا نحن –البشر- نشاهد شىء من المتناقضات فى دقائق بسيطة من سنوات عمرنا فكم من متناقضات شهد عليها البحر والسماء منذ قدر للبشر العيش على الأرض

10-4-2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق