حدثتكم من قبل عن جلسة عند طبيب الأسنان في تدوينة "كامن" و لم أكن أتخيل أني سأحدثكم عن الجلسة الثانية.
في هذه الجلسة الثانية سارت الأمور علي طبيعتها كما في الجلسة الأولي تماما... كتاب و نداء .... جلوس علي كرسي المرضي و ضبط للإضاءة...لكن عند بدء الفحص أخذت الأمور مجرا أخر قال لي الطبيب بمنتهي الهدوء :( هأحقن بنج و تنتظري ربع ساعة في الريسبشن عقبال ما البنج يعمل مفعوله ) هدوئه جعلني أتلقي كلامه و كأنني طفلة ذات خمس سنوات أخبرها والدها أنه سيعطيها "أيس كريم".
لم أشعر بشئ أثناء الحقن لكن بعد الحقن بدأ التنميل يزحف شيئا فشيئا تبعه شعور بتورم المنطقة المخدرة حتي أنني تحسست جانب فكي المخدر أكثر مرة في محاولة لإخفائه و أيضا لمقارنته بالجانب الأخر لأقدر حجم التورم لكني لم أستطع و اكتفيت فقط بالشعور أنه متورم و مضي الوقت الذي حدده الطبيب و نوديت ليبدأ العمل لم أتألم خلال الساعة إلا الربع مدة العمل بالضرسين....فقط كان كل ما أشعر به هو التورم....بعد أن انتهي الطبيب من عمله....خرجت و ذهبت لأتفحص وجهي في مرآة الحمام فلم أجد أي تورم!!... هو فقط تورم معنوي زائف.....حتي فيسيولوجيا أجسادنا تخدعنا !!....هكذا هو الأمر عندما نستمر في حقن مشاكلنا بأنواع كثيرة من البنج و نتركها معلقة دون حلول فتنخدع أنفسنا كما خدعت أجسادنا و نشعر أن الأمور متضخمة و متورمة و نضع أيدينا فوقها لإخفائها في حين أنه إذا توقفنا عن حقنها بالبنج و بدأنا في العمل علي حلها سنرتاح لأننا وقتها نكون علي علم بأن الأمر في طريقه للعودة لطبيعته حتي و إن ظل شعورنا بالتورم قائما إلا أننا سنكون موقنين أنه بعد زوال تأثير البنج سيذهب هذا الشعور بالتورم ....قد يتبع ذلك بعض الألم لزوال البنج .... لكنه ألم تسعد به النفوس لا تئن له....لأنه ألم شفاء...ليس ألم سقم
7-3-2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق