الاثنين، 15 فبراير 2010

البوصلة

كنت نائمة في تلك الغرفة و عندما أفقت أدركت أني وسط ظلام دامس لا يشوبه أي خيط من النور حركت أذرعي في الهواء علني أتلمس شيئا أسترشد به لم أجد....حاولت أن أستشعر إتجاه الحائط و موقعه مني و بدأت أتخبط علني أجده فأستند عليه إلا أنني كلما شعرت أني أقترب منه و أن يداي تكاد تلمسانه أجد أني مخطئة و أني لم ألمس شيئا سوي الفراغ .....احساس بالخوف فليس هناك أبشع من أن تشعر أنك غارق في عرض ظلام لا حدود له .....تسارعت أنفاسي و زاد تخبطي تلهفا أخذت عدة خطوات أخيرة و مدت يدي في تردد خوفا من أجد أني لازت أمسك بالفراغ إلا أن يدي قد وجدت الحائط عندها فقط اطمئننت....تنفست الصعداء و ألجأت ظهري للحائط .... كانت تلك المرة الأولي التي أدرك فيها أن فقد الحدود هو فقد للأمان فقد للقدرة علي تحديد المسير و كأنك إبرة خفيفة في بوصلة قد جن مجالها المغناطيسي تدور بلا رشد.....إذا كنت قد أصبت بهذا الخوف لمجرد أني تخيلت تلاشي حدود غرفتي فكيف آمن بهذه الدنيا إذا تخليت عن الحدود التي بينها لنا مالك الملك .
يا رب قد بينت لنا حدودك يارب فعلمنا إياها و اجعلنا ممن يلتزم بها و لا تجعلنا ممن يتعداها.

12-2-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق