الثلاثاء، 9 فبراير 2010

أيام من حياتى (6)...ثلاثية مدرسة البنات...3

وطال بيننا صدام المصطلحات..... كنت أقول على فسحة....break على التختة....desk الحصة الاحتياطى...spare الألة الحاسبة...calculator عندنا حصة english بينما هم كانوا مصرين على أنها حصة انجلـــيــزى عندنا حصة french كانوا مصرين على أنها حصة فرنساوى كراسة الواجب أصريت أنا على أنها كراسة ال HOMEWORK كراسة الحصة أصريت على أنها كراسة ال CLASSWORK
DICTATIONال
اصروا على انها املاء
حصة p.Eال
أصروا أنها حصة ألعاب
بالنسبة لى لم يكن هذا مبالغ فيه هذا ما تعودت على قوله لم أكن أتكلفه كنت أقوله تلقائيا...الا أن البعض أعد ذلك تكبرا...وفسر باقى تصرفاتى على أنها كذلك أذكر عندما علمت احداهن أن أبى صيدلى نظرت الى وكأننى من علية القوم....كم كرهت هذا الشعور ....لماذا قد يشعر البعض أن الأخر مميز عنه بشىء...عندها جن جنونى فعلا....أحببتهم لأنفسهم الجميلة بالفعل لا يعنينى ماذا يعمل ءابائهم...لماذا يفعلون هكذا؟؟!!
ثم من هذا الذى يعد الصيادلة من علية القوم!!!
لم أسلم حتى من تعليقاتهم حول هيئة جلوسى عندما أضع ((رجل على رجل)) (يا ربى حتى فى دى كمان!!..... كل الحكاية ان الديسكات عندهم عالية و المسافة بين الكرسى و مكان الكتابة واسعة وثابتة فكان وضع رجل على رجل هو أكتر وضع مناسب ليا لأن أقدامى ما كنتش بتوصل للخشبة اللى أقدر أسند عليها!!)
أما عما حدث لى من لبس فى عملية التعلم نتيجة لاختلاف اللغة فى مادتى الرياضيات والعلوم فحدث و لا حرج...كنت أخطىء فى الجمع والطرح نتيجة اختلاف وضع علامات السالب والموجب ولأن المعادلات الحسابية فيما قبل عندى كانت تبدأ من اليسار أما الأن فكانت كارثة أن تبدأ المعادلة من اليمين بدا و كأنك تحاول أن تقرأ شيئا من الخلف
أخذت وقتا حتى أدرك أن التكعيب هو POWER 3 والتربيع هو POWER 2 وهذا طبعا بعدما نقصت الكثير من الدرجات على ذلك فى أولى ثانوى
تحول الرمز (x) الى (س) و الرمز (Y) الى (ص)
أما عن العلوم فكانت مأساة بكل المقايس طبعا كنت فى كثير من الأحيان سببا لأن تتضحك المعلمة على أسئلتى التى كانت فعلا مضحكة!....المهم أنى تأقلمت على هذه المواد بالنهاية و أصبحت مدربة على ذلك جيدا عند دخولى الصف الثانى الثانوى..وبالفعل أصبحت الدراسة بالعربية أسهل بكثير لأنها لغتى الأصلية فكنت أفهم أسرع وبالتالى أنجز أكثر..و أصبح معرفتى للمصطلح باللغتين ميزة لى فى الجامعة لأنى أصبحت أستطيع التعامل علميا مع أصدقائى القادمين من مدارس لغات و أيضا مع أصدقائى الذين درسوا بالعربية

نعود للبنات ...شيئا فشيئا أحببتهم وأحبونى لا تسألونى كيف ...فقط كنا نتصرف على طبيعتنا....لم أكن مضطرة هنا لأتقيد....فنحن (بنات فى بنات)...و ما أجمل هذا الشعور...شعور بالحرية...يوما بعد يوم....أصبحت مثلهم أقول ....فسحة و تختة.....ألعاب و ألة حاسبة أو ما كنا نختصره ب (ألة)....نسوا أن أبى صيدلى ونسوا تخيلات أنى قادمة من بلاد الفرنجة لأنه بكل بساطة كنت أسكن معهم نفس الشارع نفس الشارع ...ذهبنا رحلات سويا....تعمدنا الذهاب للمدرسة متأخرين صباحا كى نعاقب بعدم حضور الحصة الأولى والوقوف فى فناء المدرسة ساعة الا الربع نتحدث ونضحك لو يعلم المعلمون كم كان يسعدنا هذا العقاب أتخيل لو أنهم جعلوا العقاب يومها صعود السلم ونزوله ثلاث مرات أو الجرى حول الملعب مرتين لكنت أول من يصل لهذه المدرسة بل حتى لم أكم لأمانع أن أذهب مبكرا و أفتح باب المدرسة..... كثيرا ما كنا نأخذ قسطا من النوم أثناء الحصص ...و بحصص أخرى قمنا خلسة بواجبات الدروس الخصوصية...لعبنا كثيرا....تحدثنا فى كل شىء...اذكر تلك النخلة فى وسط الفناء كنا نلتف تحتها نتجاذب أطراف الحديث....اذكر عندما كانت معلمات الألعاب يجبروننا على تنظيف الفناء بالرغم أننا لسنا من ألقى بالأوراق كان ذلك يثير حنقى دائما .. ليس لفكرة أننا نقوم بالتنظيف ولكن.. لأنه لماذا تتركوهم يرمونها من الأساس وتضيع حصة ألعابنا نحن فى جمع الأوراق!!....حتى تلك اللحظات التى كانت تثير حنقى عندما أذكرها الأن تبعث فى نفسى السعادة وأجدنى أبتسم من كل قلبى...حصة الأقتصاد المنزلى...بافتات الأطفال....وغرزة البطانية....فى مدرسة البنات تعلمت أن أكون أنا كما أنا.. بدون تكلف وبدون تجمل....لأنه ببساطة لن تشعر بالسعادة الا عندما تكون نفسك..و لن تهنأ بحب من حولك الا عندما يحبونك كما أنت وليس عندما يحبون ما تتجمل به
فى مدرسة البنات تعلمت أكون مرنة لأن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة ...ولأننا كبشر لدينا القدرة على التأقلم ومرور الأيام له تأثير سحرى فى ذلك
فى مدرسة البنات تعلمت أن أقدم على تجربة الأشياء بعد التفكير مسبقا ولا بأس من بعض الخوف فانه صديق عقلانى...بل انى أصبحت أخاف على نفسى اذا فقدت نوع معين من الخوف
فى مدرسة البنات كانت لنا مديرة صعبة جدا كنا نتحاشاها وكان بعض المدرسات ينتهجن نهجها من (شخط ونطر) كنت كلما صرخت احدى هذه المعلمات أتخيلها فى حياتها اليومية وأخرج من تخيلاتى هذه أنه لا داعى لخشيتها... أنها من بنى البشر!!...تشترى الخضار و تركب المواصلات تفاصل مع البائع....و تغسل (المواعين)...تجرى خلف أبنائها....ليست خارقة اذا!!!

فى مدرسة البنات أحببت حياتى وهى مليئة بالبنات
فى مدرسة البنات رأيت السعادة فى عيون معلماتى وأنا أسحب أوراقى بمجموع زاد عن ال 97% ببضع أرقام من المائة لن أنسى معلمة علم النفس (ميس سعاد) وهى تصرخ و على وجهها تلك الفرحة :( الله أكبر) و تبسط كفها تخشى على من الحسد
كان ذلك أخر يوم لى بالمدرسة....أذكره بمدموع مبتسمة....لم أكن أعلم يومها وأنا خارجة من بابها أن المدة ستطول هكذا...لم أذهب هناك منذ ذلك اليوم...فقد انتقلنا لبيت جديد بوسط البلد بعيدا عن مدرسة البنات لم تسنح لى الفرص أن أتواجد هناك صباحا عندما تكون المدرسة مفتوحة أحيانا أقول لنفسى أن هذا أفضل فقد أعود و أجد ما أحن اليه قد تبدل وتغير و تفسد ذكرياتى الجميلة

من مدرسة البنات ذهبت للصيدلة وذهب منا للطب و الهندسة و العلوم و الأداب و التربية و الحقوق و التجارة والفنون مدرسة البنات و بناتها ( مدرسة سميرة موسى الثانوية بنات) كانت أجمل تجربة فى حياتى

(الحمد لله انى سمعت كلامك يا ماما... اللى يسمع كلام مامته عمره ما يخسر أبدا)

5-2-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق