الأحد، 17 يناير 2010

القوارير

كنت في طريقي للمنزل قابلتها صدفة سررت جدا برؤيتها هي و طفلها فلقد مر وقت طويل علي أخر لقاء لنا ....لم يكن لدي أي خطط لأنفذها فيما تبقي من اليوم فآوينا إلي ركن بأحد الأماكن المفتوحة...بدت منهكة بدا الأمر كأنها تختنق و كأنها كانت متلهفة لتقابل أحدا تعرفه ...فقط لتحكي له ...لا تريد حلا فقط تريد من يسمع دموعها التي يكفيك أن تري تحدرها علي وجنتيها لتعلم أن هذه الدموع تصرخ بأن هناك جرح غائر جرح أحدثه خنجر مسمم جرح أحدثه زوجها هذا الذي أصبح جاهلا عندما ظن أنه أعلم أهل الأرض و عندما يظن الإنسان أنه لا يوجد أحد أعلم منه فإنه لايكون جاهلا فحسب إنما يصيبه الكبر فيري كل من حوله صغارا في حين أنه هو الصغير و أن ما يتعامل به مع الناس ليس إلا صورة ظله الفاقد للملامح و إذا تعامل شخص مع من حوله بظله فإن ذلك يعني أنا قد أعطي ظهره للنور.....حكت عن استضعافه لها بل قل استعباده لها و كأنها ليست سوي خادمة كل خطأ يحدث بنظره هو خطأوها ...لا تقدير أبدا لتعبها لا مواساة أبدا لمرضها حتي أنها تقول: ( لا أريد منه أفعال فقط أريد كلمة طيبة)لا أعلم كيف يكون لدي رجل زوجة ذكية رقيقة كهذه و طفلا تكفيك رؤية وجهه فقط لتنسي كل الهموم و يقوم بإهانتها هكذا...ألا يعلم أن بإهناته لها فإنه يهين إبنه و من قبله نفسهاستمعت لها لم أعرف ماذا أقول!.... فقط اكتفيت بأن ربت علي كفها و جعلتها تبتسم و بالكاد حبست دموعي....لو يعلم الرجال أو يشعروا بما تفعله كلمة إهانة -مجرد كلمة- بقلب إمرأة لذابوا خجلا و ألما....عدت إلي المنزل و جلست وحيدة تذكرت أبي و إكرامه لي أنا و إخوتي ....أفنيت كل دموعي...لا أعلم يا أبي.....أشعر بمشاعر متضاربة.....منذ أربع ساعات فقط كنت أحلم حلما من أحلام البنات أما الأن يا أبي فأنا خائفة من الأحلام أتري يا أبي بعد أن عشت ءامنة في ظلك أيأتي أحدهم هكذا و بكل بساطة يجعلني أكره حياتي... يجعلني أشعر بالتهديد و بالإهانة في كل لحظة ....ألهذا يا أبي يتزوج الرجال...ليستضعفونا ؟! أبي تعلمت منك و من أمي و معلمتي في المسجد أن الزواج للمودة و الرحمة ... لكن ما وصفته لي صديقتي اليوم و ما أخفته خلف لسانها و حدثتني به عيونها لم يكن كالذي تعلمته.....أهكذا هم الرجال يا أبي؟؟!! ...لكنك لم تكن هكذا ...و أعمامي أيضا ليسوا هكذا.. و أخوالي لم يكونوا هكذا ...هل تغير الرجال؟....أبي خذني كما تفعل دائما بين ذراعيك و لترفع كفيك و ادع الله أن يحفظنا و أن يعيذنا أنا و إخوتي من قهر الرجال

13-1-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق